الخميس، 23 مايو 2013

تاريخ جامعة القرويين و مكتبة جامعة القرويين


جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب هي أول جامعة أنشئت في تاريخ العالم[1]، وأقدمها على الإطلاق. بنيت الجامعة كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري عام 245 هـ/859م، في مدينة فاس المغربية. و حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية هإن هذه الجامعة هي أقدم واحدة في العالم و التي لازالت تُدرس حتى اليوم.
تخرج فيها العديد علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. درس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية. كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين.
درّس فيها الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري، زارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها. ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل العلم ونسبوا إليها منهم أبو عمرو عمران بن موسى الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته. وأبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهو أشهر رياضي في عصره، وأبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من الأندلس وتوفي بفاس. ومن العلماء الذين أقاموا بفاس ودرسوا بجامعتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، ولسان الدين بن الخطيب، وابن عربي الحكيم وابن مرزوق. جامعة القرويين
تكاد الدراسات التاريخية تجمع على أن مسجد القرويين أو"جامع الشرفاء" بنته فاطمة الفهرية (أم البنين) في عهد دولة الأدارسة في رمضان من سنة 245 هجرية(30 يونيو 859)، ويذكر المؤرخ الدكتور عبد الهادي التازي ـ الذي خصص أطروحته لنيل الدكتوراه، لجامعة القرويين من حيث بناؤها العمراني وأدوارها الفكرية والعلمية ـ ويذكر أن "حفر أساس مسجد القرويين والأخذ في أمر بنائه الأول كان بمطالعة العاهل الإدريسي يحيى الأول، وأن أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة محتبسة إلى أن انتهت أعمال البناء وصلت في المسجد شكرا لله"
إلا أن هذا المؤرخ لم يستلم لهاته الحقيقة التاريخية، التي تواترت في نقلها عدة مصادر تاريخية، بل يحاول التدقيق في علميتها بعد اكتشاف وثيقة تعود إلى عصر الأدارسة (إحدى الدول التي حكمت المغرب)، توحي أن المسجد بناه السلطان داوود: "هذه حقيقة تاريخية لا يسمح الباحث لنفسه بالاستسلام للشك فيها والتردد أمامها، سيما وهي ترجع لوقت مبكر من تاريخ المغرب، أعني وقت بني مرين أوائل القرن الثامن الهجري، بيد أننا نجد أنفسنا اليوم أمام وثيقة معاصرة للأدارسة، إنها لوحة منقوشة عثر عليها ـ عند أعمال الترميم ـ في البلاط الأوسط فوق قوس المحراب القديم، الذي كان للقرويين قبل قيام المرابطين بتوسعة المسجد، اكتشفت مدفونة تحت الجبس وقد كتب عليها ـ في جملة ما كتب ـ بخط كوفي إفريقي عتيق: "بني هذا المسجد في شهر ذي القعدة من سنة ثلاثة وستين ومائتي سنة مما أمر به الإمام أعزه الله داود بن إدريس أبقاه الله... ونصره نصرا عزيزا" ليتساءل المؤرخ: هل القرويين من تأسيس فاطمة؟ أو من عمل داود؟ وبعض التمحيص يخلص إلى التأكيد أننا: " بين احتمالين: فإما أن يكون ابتداء البناء كان في رمضان 245 في أيام يحيى ولكنه استمر إلى سنة 263 أيام داود بن إدريس، وتكون فاطمة استغرقت في صومها كل هذه المدة، ويؤيد هذا الرأي أولا ما استهدفت له البلاد من حالة الجفاف في هذه الأثناء. وثانيا ما تعهدت به فاطمة والتزمت من استخراج كل موارد البناء من نفس البقعة تحريا. وثالثا أن المصادر التاريخية إنما تحدثت عن ابتداء البناء ولم تتحدث عن انتهائه، فكل هذا مما يبرر استغراق كل هذه المدة.
بيد أن المؤرخ لا يركن لهاته الخلاصة ويريح الضمائر، بل يضيف متسائلا:" بقي أن يتساءل عن اختفاء اسم فاطمة من اللوحة مع أن النصوص المذكورة تتضافر على أنها المؤسسة؟
ويجيب:"إننا نعلم أن التقاليد القديمة لا تلح في ذكر أسماء النساء على المباني، سيما مع ما أثر من أن الشعوب قد تقوم بالمشاريع وترجو إلى الملوك تبنيها تقديرا لهم وتكريما لمقامهم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus for TH3 PROFessional